وأوضح الجانبان في بيان مشترك أن "نافذة الإطلاق" الزمنية لأول مشروع عربي من نوعه لاستكشاف كوكب آخر ستكون مفتوحة ابتداء من النصف الثاني من شهر يوليو 2020 .
نافذة الإطلاق
وتعرف "نافذة الإطلاق" بالفترة التي يتوجب أن ينطلق خلالها المسبار نحو المريخ في أفضل توقيت ملائم لذلك حين يكون كوكبا الأرض والمريخ في أقصى نقطة تقارب لهما خلال دورانهما حول الشمس وفي خط مستقيم معها الأمر الذي يحدث مرة واحدة فقط كل عامين حيث سينطلق المسبار من الأرض في مدار إهليجي ليلتقي هذا المسار في النهاية مع مدار المريخ.
وسيتم إطلاق "مسبار الأمل" من مركز تانيغاشيما الفضائي في جزيرة جنوبية في اليابان حيث سيوضع في مقدمة صاروخ حامل مشابه للصواريخ المستخدمة في إطلاق الأقمار الاصطناعية وسيستغرق وصوله إلى المريخ مدةً تتراوح ما بين 7 إلى 9 أشهر.
ويحتاج المسبار الفضائي خلال رحلته إلى تغيير موضعه من وقت لآخر وذلك من أجل توجيه ألواحه الشمسية باتجاه الشمس بهدف إعادة شحن بطارياته ومن ثم إعادة توجيه لاقط الموجة الخاص به باتجاه كوكب الأرض بهدف المحافظة على الاتصال مع مركز العمليات والمراقبة.
ويهدف هذا المشروع الفريد إلى جمع معلومات حول طبقات الغلاف الجوي للمريخ ودراسته لمعرفة أسباب فقدان غازي الهيدروجين والأوكسجين الغازين اللذين يشكلان المكونين الأساسيين للماء من الطبقة العليا للغلاف الجوي لكوكب المريخ.
ولأول مرة ستزود مهمة فضائية المجتمع العلمي الدولي بصورة متكاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، ومن المتوقع أن يرسل "مسبار الأمل" أكثر من 1000 غيغا بايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ.
خمس اختبارات
ويشهد "مسبار الأمل" إجراء خمسة اختبارات بيئية بدأت في يونيو الماضي وتستمر حتى نهاية ديسمبر من العام الجاري وذلك لضمان جهوزيته قبل موعد الإطلاق في يوليو 2020.
وتشمل الاختبارات البيئية الخمس التي ستجرى على "مسبار الأمل": اختبار الاهتزاز واختبار التداخل والتوافق الكهرومغناطيسي والاختبار الحراري واختبار الفراغ ، واختبار الصدمة.
ويهدف اختبار التداخل والتوافق الكهرومغناطيسي إلى التأكد من عدم وجود أي تأثیر في إنشاء ونقل واستقبال الطاقة الكھرومغناطیسیة وعدم تشكيلها أي تداخل مغناطیسی كما سيتم التأكد من عدم وجود أي تشويش على الإشارات عند استخدام الترددات الرادیویة التي قد تؤدي إلى انخفاض أو خلل في أداء المعدات الكھربائیة والإلكترونیة.
فيما يهدف الاختبار الحراري إلى التأكد من أن جميع أجهزة المسبار ستعمل إلكترونيا في الفضاء وتتحمل التغيرات في درجات الحرارة القصوى التي ستواجهها في مهمتها حيث سيتعرض المسبار خلال الاختبار إلى مجموعة واسعة من درجات الحرارة الساخنة والباردة التي تمتد من درجة حرارة سالب 148 درجة مئوية إلى درجة حرارة 102 درجة مئوية للتأكد من تحمل المسبار لمختلف الظروف في الفضاء الخارجي.
ومن ضمن الاختبارات البيئية سيخضع "مسبار الأمل" لاختبارات تأثير صدمات الانفصال والاهتزازات على المسبار إضافة إلى اختبار الفراغ الذي يهدف إلى التأكد من أن أجهزته ستعمل إلكترونيا في فراغ الفضاء.
ويزود "مسبار الأمل" بمجموعة من الأجهزة العلمية تشمل كاميرا الاستكشاف والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء.
مهمة فريدة من نوعها
وتعد مهمة "مسبار الأمل" الوحيدة التي توفر صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وعلى مدار اليوم خلال الفصول المختلفة على الكوكب حيث تم تحديد الأهداف العلمية للمسبار مع المجتمع العلمي العالمي والمهمات الأخرى وذلك لتوفير معلومات جديدة تضيف لما هو موجود لكشف أسرار الكوكب الأحمر "المريخ".
وسيعمل الفريق العلمي الخاص بـ"مسبار الأمل" والذي يضم 10 كفاءات إماراتية ضمن فريق عالمي يضم أعضاء من مختلف دول العالم بشكل متواصل على أبحاث مستمرة من شأنها الإجابة على أسئلة بشأن الكوكب الأحمر ونقل المعرفة بين الإمارات والعالم عن طريق تحليل بيانات التي سيرسلها "مسبار الأمل".
وسيقوم المسبار بجمع أكثر من 1000 جيجا بايت من البيانات الجديدة عن الكوكب حيث سيتم إدارة وتحليل هذه المعلومات بشكل محترف خاصة أن المعلومات سيتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات وسيقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي تتوافر للبشرية لأول مرة ليتم بعد ذلك مشاركتها بشكل مفتوح مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم.
يذكر أن هناك 26 مهمة فقط نجحت في الوصول إلى الكوكب الأحمر من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وغيرها وتنضم دولة الإمارات في يوليو 2020 إلى هذه الدول لتكون من بين 9 دول فقط بالعالم تساهم في اسكتشاف المريخ.
ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء عملية التنفيذ والإشراف على مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ ومبادراته العلمية والتعليمية والتوعوية المختلفة.
ويشرف المركز على كافة مراحل عملية تصميم وتنفيذ وإرسال المسبار للفضاء في العام 2020 وتقوم وكالة الإمارات للفضاء بالتمويل والإشراف العام على هذا المشروع ومن المخطط أن تستغرق هذه الرحلة نحو 7 إلى 9 أشهر ليدخل المسبار مداره حول الكوكب الأحمر في العام 2021.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق