الأحاديث الصحيحة فى الخوف من الله
[١]قال تعالى: {يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته , ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال (1)}
(2) وقال تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم , وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا , وعلى ربهم يتوكلون}
(3) محتويات
١ سبب الخوف معرفة الله تعالى وصفاته
٢ فضل الخوف
٣ أثر الخوف في الجوارح
٤ المصادر وشرح الكلمات :
سبب الخوف معرفة الله تعالى وصفاته
[٢]عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح) (1) وفي رواية: (إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق) (2) (في السماء , أقبل وأدبر , ودخل وخرج، وتغير وجهه) (3) (وترك ما هو فيه) (4) (من العمل) (5) (- وإن كان في صلاته - حتى يستقبله فيقول:) (6) (اللهم إني أسألك خيرها , وخير ما فيها , وخير ما أرسلت به , وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها , وشر ما أرسلت به ") (7) (فإذا أمطرت , " سر به وذهب عنه ذلك) (8) (وقال: اللهم اجعله صيبا هنيئا) (9) (نافعا) (10) (- مرتين أو ثلاثة - " وإن كشفه الله - عز وجل - ولم يمطر، " حمد الله على ذلك ") (11) (فعرفته عائشة ذلك) (12) (فقالت: يا رسول الله، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟) (13) (لعله كما قال قوم عاد: {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا، بل هو ما استعجلتم به، ريح فيها عذاب أليم} (14)) (15) (إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي ") (16)
[٣]عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " كانت الريح الشديدة إذا هبت , عرف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم " (1)
فضل الخوف
[٤]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من خاف أدلج (1) ومن أدلج بلغ المنزل (2) ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة (3) " (4)
[٥]عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} (1) فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ , قال: " لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون , ويصلون , ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات " (2)
أثر الخوف في الجوارح
[٦]عن ابن أبي مليكة قال: جلسنا إلى عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - في الحجر، فقال: ابكوا , فإن لم تجدوا بكاء فتباكوا، لو تعلمون العلم , لصلى أحدكم حتى ينكسر ظهره , ولبكى حتى ينقطع صوته. (1)
[٧]عن بهز بن حكيم قال: كان زرارة بن أوفى قاضي البصرة , وكان يؤم في بني قشير , فقرأ يوما في صلاة الصبح بالمدثر , فلما بلغ: {فإذا نقر في الناقور , فذلك يومئذ يوم عسير} خر ميتا , فكنت فيمن احتمله إلى داره. (1)
[٨]عن زيد بن أسلم قال: مر ابن عمر - رضي الله عنهما - براعي غنم فقال: يا راعي الغنم، هل من جزرة (1)؟ فقال الراعي: ليس هاهنا ربها , فقال له ابن عمر: تقول له: أكلها الذئب (2) فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قال: فأين الله؟ , فقال ابن عمر: أنا والله أحق أن أقول: فأين الله، فاشترى ابن عمر الراعي واشترى الغنم , فأعتقه وأعطاه الغنم. (3)
[٩]عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (" خرج ثلاثة نفر) (1) (ممن كان قبلكم) (2) (يمشون , فأصابهم المطر , فدخلوا في غار في جبل) (3) (فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل , فانطبقت عليهم) (4) (فسدت عليهم الغار) (5) (فقال بعضهم لبعض: والله يا هؤلاء , لا ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه) (6) (لعل الله يفرجها عنكم (7)) (8) (فقال رجل منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران , ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم , حلبت فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني، وإني استأخرت ذات يوم , فلم آت حتى أمسيت , فحلبت كما كنت أحلب) (9) (فوجدتهما نائمين) (10) (فقمت عند رءوسهما , أكره أن أوقظهما) (11) (والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما) (12) (وأكره أن أسقي الصبية، والصبية يتضاغون (13) عند قدمي) (14) (من الجوع، وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي) (15) (فلبثت حتى طلع الفجر) (16) (فاستيقظا فشربا غبوقهما (17) اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك , ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة) (18) (ففرج الله منها فرجة , فرأوا منها السماء) (19) (وقال الآخر: اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي) (20) (وأني راودتها عن نفسها (21)) (22) (فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين (23) فجاءتني، فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها , ففعلت) (24) (فلما قعدت بين رجليها (25)) (26) (قالت: يا عبد الله، اتق الله ولا تفتح الخاتم (27) إلا بحقه (28) فقمت) (29) (فتحرجت من الوقوع عليها , فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها) (30) (اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك) (31) (فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة , غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها) (32) (وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجيرا بفرق أرز (33) فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت عليه, فرغب عنه (34)) (35) (فترك الذي له وذهب) (36) (فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته) (37) (فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال (38) فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله , أد إلي أجري فقلت له: كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق من أجرك، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه, فلم يترك منه شيئا، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك , فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة , فخرجوا يمشون ") (39)
المصادر وشرح الكلمات :
(1) قال القرطبي (9/ 299) قال ابن الأعرابي: {المحال}: المكر، والمكر من الله - عز وجل - التدبير بالحق. وقال النحاس: المكر من الله: إيصال المكروه إلى من يستحقه من حيث لا يشعر. وروى ابن اليزيدي عن أبي زيد {وهو شديد المحال} أي: النقمة. وقال الأزهري: {المحال} أي: القوة والشدة. والمحل: الشدة، الميم أصلية وماحلت فلانا , محالا , أي: قاويته حتى يتبين أينا أشد. وقال أبو عبيد: {المحال}: العقوبة والمكروه. وقال ابن عرفة: {المحال}: الجدال، يقال: ماحل عن أمره , أي: جادل. (2) [الرعد/13] (3) [الأنفال/2]
(1) (م) 15 - (899) , (خ) 987 (2) (جة) 3889 , (خ) 3034 (3) (خ) 3034 , (م) 14 - (899) (4) (جة) 3889، انظر الصحيحة تحت حديث: 2757 (5) (د) 5099 , (حم) 25611 (6) (جة) 3889 , (د) 5099 (7) (م) 15 - (899) , (ت) 3449 , (د) 5099 (8) (م) 14 - (899) , (خ) 3034 (9) (جة) 3890 , (س) 1523 , (د) 5099 , (حم) 21123 (10) (خ) 985 , (س) 1523 , (حم) 24190 (11) (جة) 3889 (12) (خ) 3034 (13) (خ) 4551 , (م) 16 - (899) (14) [الأحقاف/24] (15) (م) 15 - (899) , (خ) 3034 , (ت) 3257 , (د) 5098 (16) (م) 14 - (899)
(1) (خ) 987 , (م) 15 - (899) , (حم) 12642
(1) (من خاف) أي: البيات والإغارة من العدو وقت السحر. (أدلج) أي: سار أول الليل. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 242) (2) أي: وصل إلى المطلب. قال الطيبي - رحمه الله -: هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لسالك الآخرة , فإن الشيطان على طريقه , والنفس وأمانيه الكاذبة أعوانه، فإن تيقظ في مسيره وأخلص النية في عمله , أمن من الشيطان وكيده، ومن قطع الطريق بأعوانه. تحفة (6/ 242) (3) قال الطيبي: أرشد إلى أن سلوك طريق الآخرة صعب، وتحصيل الآخرة متعسر , لا يحصل بأدنى سعي فقال: " ألا إن سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة ". تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 242) (4) (ت) 2450 , انظر صحيح الجامع: 6222 , الصحيحة: 954 , 2335
(1) [المؤمنون/60] (2) (ت) 3175 , (جة) 4198، الصحيحة: 162، وهداية الرواة: 5280 تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة ↑ (1) (ك) 8723 , انظر صحيح الترغيب والترهيب: 3328
(1) (ت) 445، (ك) 3871، انظر صحيح الترغيب والترهيب: 3378
(1) أي: هل لديك شاة تنفع للذبح؟. (2) أراد ابن عمر أن يختبر ورعه. ع (3) (طب) ج12ص263ح13054 , وحسنه الألباني في مختصر العلو ص75، وفي الصحيحة تحت حديث: 3161 تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة ↑ (1) (خ) 2102 (2) (خ) 2152 (3) (خ) 2102 (4) (خ) 2208 (5) (خ) 2152 (6) (خ) 3278 (7) استدل أصحابنا بهذا على أنه يستحب للإنسان أن يدعو في دعاء الاستسقاء , وفي حال كربه وغيره بصالح عمله، ويتوسل إلى الله تعالى به لأن هؤلاء فعلوه فاستجيب لهم، وذكره النبي صلى الله عليه وسلم في معرض الثناء عليهم وجميل فضائلهم. (النووي - ج 9 / ص 106) (8) (م) 2743 (9) (خ) 2208 (10) (خ) 2152 (11) (خ) 2208 (12) (خ) 2152 (13) أي: يرفعون أصواتهم بالصراخ والعويل. (14) (خ) 2208 (15) (خ) 3278 (16) (خ) 2102 (17) الغبوق: شرب اللبن آخر النهار. (18) (خ) 2152 (19) (م) 2743 (20) (خ) 2152 (21) كناية عن الزنا. (22) (خ) 3278 (23) أي: وقعت في سنة قحط. (النووي - ج 9 / ص 106) (24) (خ) 2152 (25) أي: جلست مجلس الرجل للوقاع. (النووي - ج 9 / ص 106) (26) (خ) 2102 (27) الخاتم: كناية عن بكارتها. (28) أي: بنكاح لا بزنا. (29) (خ) 2208 (30) (خ) 2152 (31) (خ) 3278 (32) (خ) 2152 (33) الفرق: إناء يسع ثلاثة آصع , والصاع أربعة أمداد , والمد ملء الكفين. (34) أي: كرهه وسخطه وتركه. (35) (خ) 2208 (36) (خ) 2152 (37) (خ) 2102 (38) احتج بهذا الحديث أصحاب أبي حنيفة وغيرهم ممن يجيز بيع الإنسان مال غيره , والتصرف فيه بغير إذن مالكه , إذا أجازه المالك بعد ذلك. والله أعلم. (النووي - ج 9 / ص 106) (39) (خ) 2152
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق